الأحد, 2024/04/28, 7:54 PM
أهلاً بك ضيف | RSS

زد معلوماتك

قائمة الموقع
فئة القسم
إحصائية


المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول

كتالوج المقالات

الرئيسية » مقالات » مقالاتي

قصر البارون

في نهاية القرن التاسع عشر، وبعد عدة سنوات من افتتاح قناة السويس، رست على شاطئ القناة سفينة كبيرة قادمة من الهند، وكان على متن هذه السفينة مليونير بلجيكي يدعى البارون "إدوارد إمبان"، وكان قد منحه ملك فرنسا لقب "بارون" تقديرا لمجهوداته في إنشاء مترو باريس حيث كان "إمبان" مهندسا متميزا.

 

كان "امبان" يهوى السفر واقامة المشاريع الضخمة في انحاء العالم ، حتى سقط المليونير البلجيكي في غرام الشرق، وعاش سنوات طويلة في الهند وعشق الأساطير القديمة حتى كان قراره بالبحث عن مكان تاريخي أعرق، ولم يجد أمامه سوى مهد الحضارات القديمة "مصر" التي عشقها حد الجنون واتخذ قرارا مصيريا بالبقاء في مصر حتى وفاته.. وكتب في وصيته أن يدفن في تراب مصر حتى ولو وافته المنية خارجها!

و من أجل هذا القراركان طبيعيا أن يقيم المليونير البلجيكي لنفسه قصر فخم لا مثيل له في الدنيا كلها ليكون مقرا لإقامته الدائمة في مصر ، وكان أغرب ما في الأمر هو اختيار البارون "إمبان" لموقع على الطريق الصحراوي شرق القاهرة ،ولربما اختاره نظرا لكونه متاخما للقاهرة وقريبا من السويس ولتمتع المكان بصفاء الجو ونقاء الهواء.

وبمجرد اختياره للموقع عكف البارون "إمبان" على دراسة الطراز المعماري الذي سيشيد به قصره في القاهرة ،حتى عثر على ضالته المنشودة داخل أحد المعارض الفنية في العاصمة الفرنسية، ففي هذا المعرض وقعت عيناه على تصميم لقصر غاية في الروعة صممه المعماري الفرنسي Alexandre Marcel ألكساندر مارسيل وزخرفه Georges-Louis Claude جورج لويس كلود ، وكان التصميم شديد الجاذبية حيث جمع  بين فن العمارة الأوروبي وفن العمارة الهندي.فلم يتردد البارون "إدوارد إمبان"واشترى التصميم الذي نفذه في خمس سنوات عدد من المهندسين الإيطاليين والبلجيكيين على الربوة العالية التي حددها لهم البارون في صحراء القاهرة.

 

قصر فخم جملت شرفاته بتماثيل مرمرية على شكل أفيال وبه برج مبني على قاعدة خرسانية ترتكز على «رولمان بلي» تدور فوق عجلات متحركة بحيث يدور البرج دورة كاملة كل ساعة ليتيح للجالس به مشاهدة ما حوله في جميع الاتجاهات.


والقصر مكون من طابقين وملحق صغير بالقرب منه تعلوه قبة كبيرة، وعلى جدران القصر توجد تماثيل مرمرية رائعة لراقصات من الهند وأفيال لرفع النوافذ المرصعة بقطع صغيرة من الزجاج البلجيكي وفرسان يحملون السيوف وحيوانات أسطورية متكئة على جدرن القصر. واللافت للنظر أنه تم إنشاء القصر بحيث لا تغيب عنه الشمس.وقد كان حفل الافتتاح حدثا لافتا في حياة المصريين وقتها وحضره السلطان حسين كامل الذي أبدى إعجابه الشديد به وحاول الاستيلاء عليه، الا أن امبان رفض اهداءه إياه وقام ببناء قصر آخر بالقرب من قصره أهداه للسلطان الذي رفض الهدية مصرا على طلبه الأول.

 

معظم الأقاويل التي جعلت "قصر البارون" بيتا حقيقيا للرعب تدور حول سماع أصوات لنقل أساس القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل، والأضواء التي تضيء فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة أيضا، وتبلغ درجة تصديق السكان المجاورين للقصر حدا كبيرا.

وربما السبب في الغموض الذي يحيط بالقصر هو وجود غرفة به حرّم "البارون إمبان" دخولها حتى على ابنته وأخته البارونة "هيلانة" وهي الغرفة الوردية ببدروم القصر، وهذه الغرفة تفتح أبوابها على مدخل السرداب الطويل الممتد لكنيسة البازيليك والتي دفن فيها البارون بعد موته.

ومن الأسباب التي أدت إلى زيادة الغموض هو مقتل أخت "البارون" -البارونة "هيلانة"- بعد سقوطها من شرفة غرفتها الداخلية وقتما كان يدور البارون ببرج القصر ناحية الجنوب، وتوقفت القاعدة عن الدوران في تلك اللحظة بعدما هب البارون لاستطلاع صرخات أخته، وكانت هذه هي الشرارة الأولى لقصص الأشباح التي تخرج من غرفة أخت البارون لغرفته الشخصية.

وهو ما جعل القصص الشعبية تشير إلى أن روح البارونة "هيلانة" سخطت من تأخر البارون في إنقاذها، وهو ما عطل تروس دوران البرج الدائر التي لم تدر منذ ذلك الحين حتى موت البارون نفسه عام 1928

فيما كانت -حسب الأقاويل أيضا- تسمع أصوات مختلفة بعضها شجار وبعضها صراخ للبارون وأخته التي كانت قد ماتت بالفعل ودفنت جثتها في مكان ما بصحراء مصر الجديدة، ومنذ ذلك الحين وأهالي حي مصر الجديدة القدامى يعتقدون أن البارون "إمبان" كان قد نجح بعد وفاة أخته في تحضير روحها للاعتذار عن عدم مبادرته بسرعة إنقاذها بعد سقوطها من غرفتها وربما عدم قبول روح أخته الاعتذار هو الذي أدخله مرحلة اكتئاب أدت في النهاية لوفاته.

وبعد وفاة البارون "امبان" في 22 يوليو 1929 ومنذ هذا التاريخ تعرض القصر لخطر الإهمال لسنوات طويلة،وبسبب إغلاقه المستمر، نسج الناس حوله الكثير من القصص الخيالية، ومنها أنه صار مأوى للشياطين ويرجع ذلك الى أن تلك الأجواء الغامضة التي أحاطت بالقصر المهجور دفعت  جماعات من الشبان المصريين في منتصف عام 1997 في حادثة شهيرة إلى التسلل إلى القصر ليلاً ، وإقامة حفلات ماجنة ، إذ كانوا يرقصون ويغنون على أنغام موسيقى الهيفي ميتال الصاخبة، ويلطخون جدرانه بدماء القطط والكلاب حيث ألقت الشرطة المصرية القبض عليهم لتفجر أول قضية من نوعها وهي ما عرفت بتنظيم عبدة الشيطان وهذا هو سبب الأساطير التي ترددت من قبل الجيران حول ما مشاهدتهم أضواء ساطعة، وصخباً وضجيجاً ورقصاً كل ليلة داخل القصر وموسيقى تنبعث منه.

 ولقد تمت محاولات عديدة لهدم القصر لتحويله إلى فندق عالمي. إلي أن اتخذت الحكومة المصرية قراراً بضمه إلى قطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية اللتين باشرتا عملية الأعمار والترميم فيه على أمل تحويله إلى متحف أو احد قصور الرئاسة المصرية.

 

الفئة: مقالاتي | أضاف: mramiro (2013/10/15) | الكاتب: Eng. Amira Ismael
مشاهده: 2181 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
بحث

Copyright MyCorp © 2024
تستخدم تكنولوجيا uCoz